إنذار الحرائق

أنظمة إنذار الحرائق

كرم الله تعالى الإنسان ووهبه الحواس التى يستطيع من خلالها التمييز بين المحسوسات والأشياء وهى السمع والبصر والشم واللمس والتذوق ، إلا أنه فضله بالعقل على جميع مخلوقاته الأخرى لذلك يمكن إعتبار الإنسان أهم كاشف للحرائق فى الأرض فمهما بلغ التقدم التكنولوجى فى مجال أنظمة إنذارات الحرائق فلن يبلغ شئ مبلغ الإنسان بحواسه وعقله فى إحتلاله لتلك المكانة ، إلا أن العائق الوحيد للإنسان هى حركته الدائمة بطبيعته فقد لا يتصادف وجوده وقت حدوث الحريق فى مكان ما أو يكون فى وضع بدنى أو ذهنى لا يسمح له بسرعة كشف الحريق والتعامل معه.

أنظمة إنذار الحرائق :

تهدف الأنظمة الحديثة لإنذار الحرائق إلى إستشعار وإكتشاف الحريق والإستجابة المبكرة له ثم تحويل ذلك إلى إشارة مزدوجة سمعية وبصرية لإعطاء تنبيه للأفراد المتواجدين داخل المبنى أو فى مركز الإطفاء بوجود مراحل مبكرة لنشوب حريق ، إلا أن كواشف الحريق بشكل عام لا يمكنها تحديد سبب الحريق أو مدى شدته لذا فوجود أنواع غير جيدة من كواشف الحريق قد تٌحدِث إنذارات خاطئة لا تكون بالطبع بسبب خطأ فى الكشف لكنه راجع إلى رداءة هذه الانواع أو عدم توزيعها بشكل علمى صحيح ، لذلك فلابد أن تخضع تلك الكواشف إلى معايير عالمية فى تصميمها وتجريبها داخل معامل حديثة ومجهزة بالإضافة إلى وجوب ضبط الإشارة السمعية لكاشف الحريق بمقدار 15 درجة بوحدة الديسيبل أعلى من مستوى الصوت فى المكان المحيط بالجهاز.

مراحل حدوث الحريق :

تمر جميع أنواع الحرائق بأربعه مراحل تستطيع كشوف الحرائق بأنواعها الإستجابة لها ولكل منها جهاز إنذار حريق وكاشف خاص بها ، هذه المراحل هى على الترتيب :

1-    المرحلة الإبتدائية (PRELMINARY STAGE) :

هى مرحلة حدوث تحلل كيميائى ينتج عنه بعض جسيمات الإحتراق المتناهية فى الصغر والتى لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة ، ينعدم فى هذه المرحلة تصاعد أى لهب أو دخان أو حتى حرارة ، غالبا ما تتطور تلك المرحلة ببطْء وفى أحيان أخرى بصورة هائلة وفى دقائق قليلة للغاية.

2-    مرحلة الدخان (SMOKING STAGE) :

تبدأ نتيجة زيادة كمية جسيمات الإحتراق المتولدة فى المرحلة السابقة بحيث يمكن رؤيتها بالعين وهو ما يطلق عليه الدخان ، لكن لا يصاحبه اى لهب أو حرارة أيضاً.

3-    مرحلة اللهب (FLAME STAGE) :

يستمر الحريق فى الإزدياد ويبدأ الإشتعال وخروج اللهب والحرارة مع إستمرار الأدخنة.

4-    مرحلة الحرارة (HEAT STAGE) :

تتحول مرحلة اللهب إلى حرارة بكميات كبيرة فى بضع ثوانى ويصاحبها كذلك كميات كبيرة من اللهب والدخان والغازات ، الأهم فى تلك المرحلة هى سرعة الوصول إليها وسرعة تطورها.

أنواع أنظمة الإنذار :

تنقسم أنظمة الإنذار وفق طبيعة توصيل كواشف الحريق إلى نوعين هما :-

1-    النظام العادى :

يعتمد على توصيل مجموعة من كواشف الحريق ببعضها فى موضع واحد فقط بحيث تعطى إنذار الحريق فى تلك المنطقة فقط لتنبية رجال الأمن والإطفاء للتعامل معه.

2-    النظام المعنون :

يعتمد هذا النظام على توصيل كواشف ببعضها فى منطقة معينة أيضاً ، لكن يختلف عن السابق فى أنه يتم إعطاء كل كاشف رقم بإسم المكان الذى يوجد به ويتم توصيل كل الكواشف بلوحة تحكم ، فعند نشوب حريق فى أى موضع داخل المكان يظهر على اللوحة إسم الموضع ورقم الكاشف.

جهاز الإنذار الأوتوماتيكى :

يعتبر هذا الجهاز من أفضل ما تم التوصل إليه فى مجال أنظمة إنذار الحرائق ، فعلى الرغم من أن نظامه يعتمد على التأثر بنواتج الحريق المختلفة كغيره من الأنظمة إلا أنه تم تصميمه لتحقيق عدة أغراض أو لتحديث أنظمة الأجهزة السابقة لزيادة معدلات الأمان وسرعة التعامل مع الحرائق مما يجعل إستخدامه بشكل رئيسى فى الاماكن التى يزداد فيها إحتمالات حدوث الحرائق ، فهذه الأجهزة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة فى تشغيلها أكثر من إعتمادها على العنصر البشرى كالأجهزة اليدوية فيمكنها تقليل الفترة الزمنية بين بداية نشوب الحريق وبين إكتشافه للإسراع بالتدخل والتعامل معه وهو ما يعطى فرصة كبيرة لتقليل الخسائر الناجمة عن الحريق.

مكونات الجهاز :

يعد جهاز الإنذار الأوتوماتيكى الأحدث فى مجال أنظمة إنذار الحرائق ويتكون من عدة أقسام رئيسية ، وهى :-

أولاً الرؤوس الكاشفة (Detectors) :

رؤوس أو كواشف للحرائق ، يجب أن تكون حساسة إلى درجة كبيرة على إختلاف العامل المؤثر لها ، وهى نوعان إلا أن إختيار الأنسب من أنواع أجهزة الإنذار التلقائية للمكان المطلوب يتوقف على عدة إعتبارات كعدم ملائمة كواشف الدخان للمكان أو العكس ، أما عن نوعى الرؤوس الكاشفة فهما :-

1-    رؤوس كاشفة حساسة لدرجة الحرارة (Heat Detectors) :

يجب أن تكون حساسيتها لإرتفاع درجة الحرارة ملائمة لمستوى الحرارة المنبعثة عند نشوب حريق ما ، ولا تكون بدرجة حساسية شديدة أكثر من اللازم حتى لا تُحدِث إنذارات كاذبة نتيجة تأثرها بالإرتفاعات الطبيعية فى درجات الحرارة بسبب التغيرات المناخية أو نتيجة التغير غير الطبيعى فى درجة حرارة المكان بتأثير أجهزة التدفئة أو بعض أنواع الماكينات داخل المصانع أو كون المكان بطبيعته معرض لآشعة الشمس المباشرة ، لذلك يجب مراعاة كل ما سبق أثناء تركيب أجهزة الإنذار.

2-    رؤوس كاشفة حساسة للدخان (Smoke Detectors) :

هى أكثر حساسية من النوع الحرارى ، وتنقسم على أساس تأثرها بالأدخنة إلى نوعين فمبجرد مرور الأدخنة الناتجة عن الحريق بأى شعاع ناتج عن خلية كهربائية يكون ذلك كافى لإثارة النوع الأول ، أما النوع الثانى فلا تتم إثارته إلا بمرور الأدخنة المتصاعدة بغرفة التأين الموجود داخل الكاشف نفسه.

ثانياً أدوات صوتية للإنذار (Audible Warning Devices) :

وهى أدوات يتم تصميمها كى تطلِق أصوات مسموعة كصوت الجرس أو الصفارة مثلاً ، لكن يختلف توزيع شدة تلك الأصوات من موضع لآخر داخل المؤسسة المطلوب حمايتها على أساس ملائمة تلك الأصوات لطبيعة المكان فبعض الأماكن يلائمها سماع صوت الإنذار داخل المكان ككل ، كما أن هناك بعض المؤسسات كالمستشفيات مثلا لا يناسبها أن يكون الإنذار مسموع داخل المكان كله لما قد يسببه من إزعاج للمرضى لذا فيكتفى داخل هذه الأماكن أن يكون صوت الإنذار مسموعاً داخل غرفة الأمن أو الحماية المدنية للمختصين بالتعامل مع الحرائق فحسب ، أما باقى أنحاء المبنى فيكتفى فيها بتركيب أدوات إنذار مرئية للعين (ضوئية) كى تنبه من بداخله إلى إتخاذ إجراءات الطوارئ والأمان اللازمة لحفظ الأرواح والمكان.

ثالثاً وسائل لاستدعاء رجال الإطفاء :

يتم تطبيق وسيلة للإخطار السريع والتلقائى بمجرد عمل جهاز الإنذار عن طريق توصيل خط دائم بين غرفة المراقبة بداخل قسم الدفاع المدنى وبين اللوحة التوضيحية مباشرة ، فلن يعتبر جهاز إنذار الحريق التلقائى مجدياً لتحقيق وظيفته لأقصى درجة وبأسرع وقت ممكن إلا إذا تم تصميمه كى يحتوى على تلك الوسيلة لإستدعاء رجال الحماية المدنية لمكان الحريق لسرعة التعامل معه.

رابعاً لوحة مبينة (توضيحية) Visual Indicating Panels)) :

تعد من أهم المكونات فهى مسئولة عن تجربة جميع توصيلات الجهاز لضمان صلاحيتها للعمل كما تحتوى على مبين متصل بكل دائرة خاصة بكواشف أجهزة الإنذار الموزعة بالمبنى سواء الحرارية أو كواشف الدخان ، كما يفضل وضعها فى المدخل الرئيسى للمبنى ووضع لوحة أخرى بغرفة الإتصالات أو فى مكان أفراد الدفاع المدنى المتخصصين بالتعامل مع الحرائق ، بالإضافة إلى ذلك فاللوحة هى المسئولة عن كشف أى إنذار حريق كاذب ناتج عن أى خلل فى عمل الجهاز.

خامساً التوصيلات الكهربائية :

نظام التشغيل الخاص بجهاز الإنذار الأتوماتيكى لابد أن يعتمد على مصدرين للكهرباء ، الأولى هو التيار الرئيسى المغذى للمبنى أما الثانوى فهو مصدر بديل يعتمد على البطاريات يستخدم فى حالات الطوارئ كإنقطاع التيار الكهربائى مثلاً لضمان عمل جهاز الإنذار فى جميع الأحوال.

إحتياطات تشغيل الجهاز :

تشغيل الجهاز سهل للغاية فيتم بشكل يدوى لا يتطلب سوى ضغط شخص على زر الإنذار بعد كسر الغطاء الزجاجى الموزع فى أرجاء المبنى فيتم إرسال إشارة إلى لوحة التحكم ، ومن ضمن أجهزة الإنذار الأخرى التى تعمل يدوياً أجهزة الإشارات الضوئية والإنذارات الهاتفية وأجهزة مكبرات الصوت.